Rurouni Kenshin
S2 (Kyoto Arc), Epi 28-62 “No Fillers”
S3, Epi 63-95 “No Fillers” (End)
لو طرحنا سؤال جدي حولين أنهي عصر يعتبر هو العصر الذهبي للأنمي ح نلاقي إجابات مختلفة لدرجة التضارب .. ناس ح تقول الثمانينيات لأنها كانت البداية وناس ح تقول العصر الحالي وناس ح تقول من 2011 أو مطلع الألفية
أنا شخصياً أقدر أقول بكل أريحية أن التسعينيات هي درة مسيرة الأنمي عبر تاريخه .. مرحلة فارقة ومهمة ما بين عصر الظهور الحقيقي في الثمانينات وعصر الإنتشار في مطلع الألفية مع ثورة الإنترنت .. الفترة اللي أتشكلت فيها هوية هذا الفن وأبتدت ملامحه تتكون بشكل حقيقي وتيماته وأنماطه اللي شكلت المشهد بعد كدة في عصر الإنتشار ثم عصر التخمة اللي عايشين فيه حالياً
تقريباً جيلي اللي عاصر الأنمي من بداياته عاصر مرحلة التسعينيات دي كويس وشاف الأعمال بتاعتها بعدها يمكن بشوية وأحياناً في لحظتها .. وشاف قد أيه وقتها كان بيبذل مجهود كبير في رسم وتشكل الأعمال الفنية وده كان بيخلي المنتوج عامل مصنوع بعناية وبديع لدرجة أن يستمر سنين وسنين بعد كدة .. يمكن في صنف "الشونين" أغلب التيمات اللي كانت منتشرة وقتها هي الأكشن والأعمال اللي فيها مزيج لطيف كدة من الظلامية والدراما والكوميديا الساخرة بتتقدم في قوالب درامية مختلفة معظمة متأثرة أما بالقوالب بتاعة مانجا الثمانينيات بتاعة دراجون بول وقبضة النجم الشمالي وجوجو وسانت سيا وغيرهم .. أو متأثرة بالثقافة العامة والأشكال المنتشرة في الميديا .. وده كان حاصل في كينشن
كينشن بالنسبة لي كراجل عاشق للسينما وبالذات السينما اليابانية حاجة كدة ماستربيس مش سهل تقع علي حاجة زيها حديثاً .. مفيش تقريباً عمل متقن أو تقيل بالشكل ده حالياً غير مثلاً أتاك أون تايتن .. طيب ليه؟
لانه متأثر بمشارب كتير .. واخد طبعاً من سينما الساموراي والسينما التاريخية اليابانية كتير .. هو تحديداً ميكس ما بين أعمال كوروساوا وسينما الساموراي التجارية زي ثلاثية موزاشي والساموراي الأعمي من حيث الأكشن والتيمة الدرامية علي تأثر واضح أوي بالذات في الحتة الفلسفية بأعمال ميزوجوتشي .. يعني وأنا بأتفرج بالذات علي الأرك التاني حاضر في ذهني طول الوقت يوجيتسو وسانشو الحاجب .. الميلودراما اليابانية اللي بتستلهم التاريخ وبتسقط منه أفكار ودروس علي الحاضر .. علي حتة كدة من السينما المناهضة للإقطاع زي سينما كوباياشي وأعمال ماساهيرو شيندو .. مش بأقول أن الكاتب أو المخرج كان مطبق علي أفلام الناس دي لكن متأثر بيهم وده طبيعي يعني لأن دي الميديا المحيطة بيه والبيئة اللي بيتعاطي معاها .. ومعاهم تأثر بحاجات من الثقافة الغربية أشهر علي الإطلاق سينما السباجتي وتحديداً سيرجيو ليون ده باين اوي في بناء شخصية هيمورا كيkشن بطل القصة
بعيداً عن التأثرات .. كينشن في حد ذاته حتي كرواية أو كعمل فني تقيل ومن الحاجات اللي بتحط أفكار وإنطباعات المشاهد علي المحك وبتعرض الوجود قدامه من اكتر من زاوية.. طيب ازاي؟
كينشن أحداثه بتبدأ كدرس في التاريخ .. بعد ١٠ سنين من بداية حقبة ميجي وانتصار ثورة الحداثة والنهضة علي الإقطاع بنبص جزء من المشهد لم يتم التركيز عليه ابدا ً وهم حطب الثورة من الجانبين سواء رجال ميجي او رجل الشوجن .. حصلهم ايه بعد التغيرات الجذرية اللي حصلت في المجتمع وانتهاء عصر الساموراي؟ .. المدخل الضيق ده بيودينا لنقطة أخطر وهي فعلاً ثورة ميجي نجحت في القضاء علي أثار العهد البائد ولا التاريخ اعاد ذاته بطريقة او بأخري؟ .. لنخرج في نهاية الفصل التاني تحديداً بدرس مفاده أن النصر كان مجرد مرحلة لكن النصر الحقيقي بيتحقق طول ما في سعي جد لإقامة العدالة والوقوف ضد الظلم
طبعاً رسالة فيها مثالية ووعظ يتماشى الفئة العمرية الأساسية اللي بتستهدفها القصة بس هي فرأيي مجرد حيلة في الكتابة لطرح معاني وافكار أكبر .. وده بان في الفصل التاني اللي أنتهيت منه مؤخراً
الفصل الأول من القصة كان متعدد الأجزاء كل مجموعة حلقات فيه بتدور حولين تحدي مختلف وشرير او مجموعة أشرار مرتبطين بحقبة الثورة او الحرب الأهلية وعندهم موقف سلبي من دولة ميجي وحكمها .. لكن الفصل ده غير شوية .. الشرير فيه شخصية واحدة ويجمع حوليه مجموعة من الشخصيات غير السوية اللي اجتمعت علي فكرة واحدة وهي العداء مع حقبة ميجي والرغبة في الانقلاب عليها وبناء مجتمع من قلب الفوضي ذو طبيعة داروينية إجتماعية البقاء فيه للأصلح والأقوي.. حاحة أشبه بالأفكار البدائية اوي للفاشيين .. حتي انا في إعتقادي أن الفصل ده كان في إشارة غير مباشرة للحقبة الفاشية اللي جت علي إطلال دولة ميجي وأفكارها حولين المجتمع
الغريبة أن "شيشو" نفسه الشرير الرئيسي في الفصل لم يكن قوياً في المطلق .. وأن ضعفه وقلة إنتباهه أدوا لأنه تم تشويهه وتدمير جسده علي إيد رجال حكومة ميجي .. ويمكن ده اللي خلاه ناقم علي الضعف والضعفاء وبيسعي بشكل محموم للقوة ومجتمع الأقوياء
الفصل مش بس بيضع مفاهيم العدل والقوة علي المحك بل كمان بيعيد النظر في التاريخ وبيستلهم منه العبر وعلي رأسها أن التاريخ بيعيد ذاته مرة كمأساة ومرة كمسخرة وان الدول مهما إختلاف طبيعتها بتتفق في الأساليب والطرق في التعامل مع الأخطار المحدقة بيها
بعيداً عن الأفكار لأنها محتاجة مقال لوحده من كتر ثراءها وجرأتها بشكل يخليك مستغرب ازاي الكلام ده بيقال في مسلسل للمراهقين
لو بصينا للبناء الدرامي للفصل ح نلاقيه متطابق بشكل كبير مع تيمة "أرك فريزا" من دراجون بول زد .. اللي هو زي ما قولنا مراراً فصل بيبقي فيه شرير قوي بيشكل تحدي كبير الوصول إليه بيمثل رحلة بيخوضها مجموعة من الخيرين من أجل تحقيق العدالة وفي الطريق بيواجهوا تحديات صغيرة بتتصاعد كل ما بيقربوا أكتر من نقطة الوصول .. وفي السكة بيقدر مجموعة من الشخصيات الرئيسية من تطوير ذاتهم لمواكبة التحديات لكن عامة صاحب التطور الأكبر بيكون البطل الأساسي للقصة واللي بيعمل للنهاية في مواجهة الشرير ... يعي سباق هرمي إقصاءي بيظل فيه واحد بس صامد للنهاية
وده شئ ما حاولش حتي الكاتب يخبيه ولا يتنصل منه لدرجة أن في مرحلة معينة من المعركة يلأخيرة -اللي كانت ملحمية الحقيقة - كينشن هب هبة كدة أشبه بالسوبر سايان ثم دخل في الصدام الأخير مع الشرير .. وده كان شئ مطلوب ومحبب وقتها من قبل الإستديوهات وشركات الإنتاج ومحلات المانجا اللي كانت بتحاول طول الوقت تستنسخ النجاح الملحمي لدراجون بول علي هيئة أعمال أخري تسير علي خطأه
نفسي أتكلم أكتر بس مش عايز أطول عشان لو حد مهتم يقرأ ما يزهقش
كينشن من أعظم مسلسلات الأنمي في التاريخ في رأيي .. وجبة دسمة وتقيلة وظريفة عايزه حد غاوي يستمتع بالانمي كفن .. يمكن أعظم ما فيه هي المعارك تحديداً والحوارات القوية اللي تعيش في ذهنك لأعوام واعوام
المسلسل بيلعب علي حبل .. انه عايز يقدر عمل جاد وناضج وده مخلي الحوارات والافكار فيه من اقوي ما يكون .. والحبل التاني انه عايز ما يخسرش جمهوره من المراهقين فلذلك ح نلاقي فيه خيال جامح وكوميديا ورومانسية من اللي بتحبها الفئة دي
عمل متكامل للأسف ما كملش للأخر بسبب ظروف نشر المانجا وده خلاه حتي مليان فيلرز مش بالمستوى المطلوب .. لكن القصة الرئيسية تحفة لا تضاهي
إلي اللقاء يا صديقي كينشن
تعليقات
إرسال تعليق